المركز الإعلامي
كيف نحمي أطفالنا من الإعاقة؟
بقلم: د. شاهر بن ظافر الشهري – استشاري طب الأسرة والمجتمع وأخصائي تأهيل المعاقين.
كيف نحمي أطفالنا من الإعاقة؟
سؤال يتبادر إلى ذهن الكثيرين من الدارسين والباحثين والعاملين في ميدان ذوي الإعاقة وكذلك الآباء والأمهات الذين يخشون على فلذات أكبادهم من مغبات المستقبل، والإجابة على هذا السؤال تتطلب منا رسم خطوط عامة ينبغي علينا جميعا أن نأخذ بأسبابها حتى نتمكن من تجنيب أطفالنا كابوس الإعاقة وما ينجم عنه من مشاكل مستقبلية ترسم ظلالها المعتمة أمام طموحاتهم.
وقد حاولت في هذا السياق أن أضع أمام القارئ بعض هذه الخطوط حتى يتسنى للجميع الحيطة والحذر والعمل على حماية أطفالنا من الإعاقة على النحو التالي:
فترة ما قبل الحمل:
يجب على الأسرة أن تعمل جاهدة على تطعيم البنات ضد الحصبة الألمانية خلال سن 1 وحتى ٤ا عاماً.
أثناء فترة الحمل:
خلال فترة الحمل فإن الأمر يتطلب توفير حامض الفوليك في الغذاء للمرأة الحامل وكذلك العمل على توفير الغذاء المتوازن والرعاية الطبية والمتابعة المستمرة طوال أشهر الحمل.
أثناء الولادة والأشهر الأولى من عمر المولود:
ينبغي علينا أن نضع في الحسبان أن تتم الولادة من قبل أخصائية مدربة ومتمرسة وكذلك العمل على وجود الرعاية الكافية للمواليد الذين ولدوا بأوزان خفيفة أو ولدوا خدجاً، كما أن هناك جانبا آخر هاماً وهو العمل على دعم الرضاعة الطبيعية والتحفيز عليها.
أطفال ما قبل المدرسة:
ولرعاية أطفالنا من الإعاقة خلال فترة ما قبل الدراسة ينبغي علينا أن نعمل على متابعة ومراقبة نمو الطفل وكذلك الوقاية من نقص فيتامين (أ)، وتحصين الطفل ضد الحصبة، وشلل الأطفال، والدفتيريا، والسعال الديكي، والتيتانوس والعمل على اكتشاف أي مرض مبكر قد يؤدي إلى الإعاقة، هذا بجانب توفير البيئة الآمنة في البيت والمجتمع.
هذه هي الخطوط العامة التي يجب علينا جميعا أن ننتهجها لكي نحمي أطفالنا من الإعاقة بشكل عام.
الوقاية من الصمم:
أما كيف نحمي أطفالنا من الصمم؟ فإن الأمر يتطلب من وقفة أخرى، لا سيما إذا علمنا أن في العالم أكثر من 20 مليون شخص لديهم إعاقات سمعية من بينهم سبعة ملايين طفل في الدول النامية، وأكثر من هذا العدد لديهم صعوبات سمعية بسيطة. وهذه الإعاقات تؤدي إلى تأخر في اكتساب اللغة، وتؤثر على التطور الدراسي لديهم مما ينجم عنه صعوبات اقتصادية ومهنية تتسبب في عزلهم عن مجتمعاتهم.
ومن اللافت للنظر أنه مع زيادة تعداد السكان على نطاق العالم وكذلك زيادة متوسط الأعمار فإن الإصابات السمعية تكون في تزايد مستمر، وستظل كذلك إلَا إذا اتخذت بعض التدابير الاجتماعية والصحية الحاسمة للحد منها، نعرضها فيما يلي:
تدابير اثناء الحمل:
يجب علينا أن نعمل على القضاء على الأمراض المنقولة جنسياً، ويكون ذلك بالعمل على تقوية الوازع الديني والأخلاقي للالتزام بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف التي تنهى عن الزنا، هذا بجانب عدم استخدام الأدوية غير الضرورية التي يعرف عنها أنها تصيب السمع بالخلل مثل أدوية المضادات الحيوية الأمينوجليكوسايد، جنتاميسين، كانتا مييس، ستربتومايسين، وأميكاسين.
وفي حال اضطرار الشخص إلى تناول أي من هذه الأدوية فإنه ينبغي عليه أن يلتزم بالجرعة المناسبة وأن تكون تحت إشراف طبي دقيق.
تدابير أثناء الولادة والأشهر الأولى من عمر الطفل:
أما فيما يتعلق بالتدابير الواجب اتخاذها أثناء عملية الولادة فإنها تتركز في تجنب الاختناق الولادي وذلك بالولادة في المستشفيات أو المراكز الصحية المهيأة لذلك، واكتشاف داء الصفار للمولود الجديد والمبادرة بمعالجته، وكذلك تجنب استخدام الأدوية التي تضر بالسمع.
تدابير يجب اتخاذها للأطفال في سن المدرسة وما قبلها:
من الواجب اتخاذ الاحتياطات والتدابير اللازمة لمعالجة التهاب الأذن الوسطى، وكذلك اكتشاف ومعالجة الالتهابات المزمنة للأذن والتحصين ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية والمعالجة المبكرة للالتهابات السحائية (الحمى الشوكية)، والعمل على تجنب أي أدوية مضرة بالسمع. ثم يأتي دور طبيب الرعاية الصحية الأولية والذي يكون له دور فعال في الاكتشاف المبكر للإصابات السمعية وتوفير العلاج المناسب لها، واستخدام المضادات الحيوية المناسبة للوقاية من الأمراض التي تؤدي إلى الصمم لدى الأطفال. أما إذا كان الطفل يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة (حمى) وهي غير معروفة الأسباب فلا بد من مراعاة ما يلي:
هل يوجد بالأذن صديد أم لا؟ هل هناك أي جسم غريب في الأذن؟ هل يوجد ورم موجع باللمس خلف الأذن؟.. فإذا لاحظت أيا من هذه ا لأشياء فلابد من مراجعة الطبيب لمعالجة ذلك، وحتى لا يؤدي إهمالها إلى نتائج غير محمودة العواقب تصيب حاسة السمع.
الوقاية من العمى:
ولوقاية أطفالنا من العمى يجب علينا أن نضع نصب أعيننا عددا من التدابير أثناء الولادة وخلال الأشهر الأولى من الولادة، من خلال تنظيف عين الطفل جيداً بعد الولادة، وفحص عين الطفل جيداً لاكتشاف أي شيء غريب فيها، وعرض الطفل على الطبيب المختص عند وجود أي التهابات في العين.
لاسيما إذا علمنا أن معظم حالات العمى في الدول النامية تحدث بسبب ندب في القرنية مثل نقص فيتامين (أ) والحصبة والتهابات الملتحمة الولادي وإصابات العين التي تحدث ببعض الممارسات الشعبية والتقليدية في المجتمعات لعلاج العين، هذا بجانب التراكوما والماء الأبيض وإصابة الشبكية والأمراض الوراثية والتشوهات الخلقية. فإذا علمنا أن حوالي 70% من حالات العمى بدول العالم الثالث يمكن معالجتها والوقاية منها إذا تم اكتشافها مبكراً فإن الأمر يصبح ميسوراً وسهلاً إذا استطعنا أن نتخذ التدابير اللازمة بحيث نجنب أطفالنا الإعاقة بإذن الله تعالى.
راسلنا
نسعد بتواصلكم واستقبال الاستفسارات أو الشكاوي والملاحظات